حملت حقيبتي و خرجت في رحلة بناء رافعة الهمة عالية كجبال الأطلس بعد أن تزودت بزاد من الألف نصيحة و نصيحة، زاد لا تملكه إلا المرأة المغربية، زاد ورثناه عن الجدة و أورثناه للحفيدة، زاد يجعلنا نقترب كالظل فنبعث الأمل و الحياة، و نبتعد كالقمر فيسطع نورنا و تغيب في وجودنا النجمات. ولدنا و يدنا ممدودة تحمل في تفاصيلها حكايات عجز الزمن عن فك رموزها، و لدنا و عيوننا مفتوحة على كل الثقافات، ولدنا بلسان روض أعتى اللغات، فكتبنا قصة صمود عربية و نسجنا رموز مقاومة بأشعار أمازيغية، أحببنا فأعطينا و كرهنا فأعطينا و عطشنا فأعطينا و سهرنا فأعطينا ...
هنالك من يسميه سحرا و هنالك من يسميه مكرا و لكن هو شيء لا تعرفه و لا تتقنه غير المرأة المغربية. و لأنني مغربية و من طبعي الكرم لم أبخل عن من يقرأ الحرف بقلبه قبل عينه و تراه بصيرته قبل بصره.
لست هنا لأخز باقي النساء بكلمات حب متعصب للمرأة التي أوجدتني، لكنني جئت هنا لأنثر باقة ورد لكل امرأة نجحت في جعل ابنتها تتشرف بانتسابها لأصلها، هكذا تبنى الأمم و هكذا سننجب من يطهر أرضنا الفلسطينية من جرثومتها السرطانية التي تبتلع كل يوم مزيدا من أراضينا.
1 التعليقات:
تحية للمرأة المغربية
إرسال تعليق