تفاعل القراء مع مدوناتنا
يجعلنا أكثر حماسة ورغبة في العطاء وإخراج تلك الحروف من عزلتها لتعانق أعين
زوارنا، رواد المدونات معظمهم مدونين ومهتمين بالتدوين وأقرب أصدقاء المدون، نبتهج عادة ونحن نرى
قائمة المتابعين تزداد في كل حين ونسبة قراءة التدوينات ترتفع، فهذا مؤشر على أن صدى صوتنا يصل مداه بعيدا كلما ارتفع عدد
الزوار.
ما وقع أن تمت متابع تعرف
على مدونتي من خلال حساب فيسبوكي لصديقة، يتابع مواضعي وتدويني بشغف كبير كما أنه
علق على العديد من التدوينات السابقة في المدونة وأبدى إعجابه بالمحتوى بأسلوب راق
وأفكار تنم عن شخص واعي، كل هذا جميل، فمحتوى المدونة للجميع ولكل رواد الانترنت،
وليس لحد ساعة أية غرابة في الموضوع مادام كل المتابعين يعبرون عن أرائهم بالتنويه
أو التحفظ في كل تدوينة يقرئونها..
فوجئت برسالة من الشخص المتابع، طبعا هو ليس
بمدون ولا علاقة له مع التدوين لا عن قريب أو بعيد، أبدى إعجابه بالمدونة وطلب مني عنوان المسا نجر بهدف الصداقة والتعارف أكثر، أجبت عن رسالته بكل لباقة وأخبرته بأني أعتذر لطلبه
لأني لا أقبل بصراحة تعارف من هذا النوع وأعتقد أن المدونة كافية جدا للتعرف عن
شخص المدون، بعد ذلك رد عليا بكل احترام وأدب معربا عن احترامه لقراري ونوه مجددا بأفكار
المدونة..
السيد لم ينقطع عن متابعة
تدويناتي ولكن هاته المرة أكثر حماسة من السابق
لدرجة أنه أحيانا يكتب أكثر مما أكتبه كتعليق، كنت أعلم أنه لم يأتي
للمدونة للمتابعة وهناك غرض وراء اهتمامه المفرط هذا، وطبعا كي أحسسه أني صارمة
جدا في قراري وأن ما يقوم به إن كان ليصل لشيء آخر فهو يضيع وقته الثمين لا أكثر،
كتبت تدوينة عن علاقات الانترنت وهكذا أنا
كنت أكثر وضوحا في توجهي الفكري وفيما أعتقده وفيما أؤمن به أيضا، ولكن ليس كل
الناس تفهم بالتي هي أحسن، يسعفني المثل المغربي "الحر بالغمزة والعبد بالدبزة"،
السيد لم يقتنع بما كتبته وما أخبرته به بصريح العبارة وتكلم مع صديقتي يخبرها
بمدى إعجابه بشخصي الكريم وأنه حقا ناوي المعقول "تضحكني هاته العبارة عند الرجال
فهي في الغالب تدل على الغباء وليس الفطنة كما يعتقدون"، وطلب منها رقم هاتفي
الشخصي معتقدا أنه بعدما نوى المعقول سأجري ركدا ورائه، طبعا صديقتي لما تعرفه عني
وعن قناعاتي أخبرته أن طلبه مرفوض من البداية وكيف يمكنها أن تعطيك رقمها وهي رفضت
حتى مجرد التحدث معها عبر المسانجر، السيد المحترم لم يقتنع وأسر عليها بإخباري
بالموضوع، فهو يحب سمعها مني أو ربما ينتظر رد فعل مغاير لما رآه مني سابقا، فكون
النساء مهووسات بالزواج يفقدن عقلهن بعدما يعرب مطاردهن على نيته بالزواج وربما هو
التقى مع هذا النوع أو سمع به كثيرا في حياته..
فيا سيدي لو قمت بإحضار قلبين سكر وأمك وطرقت
باب منزل والدي لا يعني مطلقا أني سأقبل بك شريكا لي فكيف يمكنني أن أستأمن نفسي على ذكر يراوغني بهذا المستوى المنحط / سقطت قيمتك من عيني مند الوهلة الأولى، لذلك وفر عناءك هذا وانسحب بكرامتك
سيدي.../
ما لا يعلمه هذا المحترم، أن الناس معادن وأن
العفة ثمنها أغلى من أبيعها بعلاقة متسخة مع رجل متسخ..
وما لا يعلمه، أن جهادي مع نفسي دام لسنوات
وقطعت أشواطا أحافظ فيها على مبادئي قبل أن يعرف هو أن هذا العبد الضعيف كائن يعيش
على الأرض وأن سمعتي أمام نفسي واحترامي لها لا
تضاهيها كنوز الدنيا..
ما لا يعلمه، أنه لو عرفني في واقعي لخجل من
نفسه ودفن رأسه في الأرض كالنعام..
الغريب في الأمر أن السيد
المحترم لم يقتنع رغم كل الذي مضى والأغرب أنه يستعمل معي نفس السبل ويتوقع ردة
فعل مغايرة..
وكانت النهاية..
أرسل لي مقال عن الحب
والزواج، صاحبنا هذا جنس كاموني الى متحك ميعطي الريحة، نفذ صبري من خزعبيلاته وكنت صارمة جدا في ردي عليه، وأعتقد اني كنت واضحة معه حين أخبرته اني لا أقبل
علاقات وانتهى، أرجو اذن أن يحترم قناعتي، فالحمد لله، يبدوا أن الشخص اقتنع أخيرا
لكنه أنكب علي بالشتائم ووصفني بالمعقدة ويبدوا أن لي ماض مع رجل جعلني مريضة
نفسيا وأصبحت لي عقدة من الرجال ونصحني بالذهاب لطبيب نفسي لأعالج لأن الرجال شر
لابد منه وأني في كل الحالات لا هروب لي منهم...ووو...
آآآآآآآه، وضع سيء أو ربما
القط عادة حين لا يصل للسمك يشتم ريحه الكريه.. الله يهدي ما خلق،أسمعته كلاما ربما
هي المرة الأولى التي يسمعه في حياته,كان ممكنا جدا أن أتركه دون ردود مند البداية لكني واثقة أن
كلماتي ستغير قليلا من قناعاته وليعلم فقط أن الأخلاق لا تموت وأن العفة لا تموت
وأن لوحة المفاتيح لم تنسينا كنساء تربينا على أيدي رجال، معنى أن المرأة جوهرة لا
يستحقها سوى رجل أفنى عمره بحثا عنها...
الذي جرى هو انه طلب مني
السماح عن كلماته تماما ويسحبها والعفو عما سلف مستشهدا بآية قرآنية عن العفو...
أعراض انفصام الشخصية بدأت تظهر على الرجل
لم أرد بعد ذلك على شخص تافه
كهذا بعدما حققت مرادي وأسمعته ما أحبه أن يسمعه، وصدقا تعليقاته على مدونتي لم
تكن تظهر أن الشخص بهذا المستوى المنحط، المظاهر تخدع دائما.. المزوق من برا أش
خبارك من الداخل..
بعد ذلك، تابع السيد
تعليقاته على تدويناتي كأن شيئا لم يقع و طبعا لأني أشرف على التعليقات، كنت
ألغيها لأنه و ببساطة لم يعد مرغوبا به في مدونتي وانتهى...
بعد مدة، اقتنع الرجل
وانقطعت تعليقاته ولكنه ظل يسأل صديقتي عن حالي ويعتذر عن ما حدث..
صراحة،لا أجد سببا يجعلني أهتم بما
قاله أو يقوله، لأنه ليس أكثر من مجهول بالنسبة لي وإن وضعت عنواني الإلكتروني في مدونتي فلأجل استقبال الملاحظات والانتقادات حول ما أدونه ولم أضعه مطلقا ركن تعارف...