كان الوقت يومها عصرا عندما سمعت جرس البيت، فتحت الباب إذا بي أجد شابا وسيما و طويل القامة ، بادرني بالتحية و ثم سألني عن السيدة الفلانية، فأجبت : نعم أنا السيدة الفلانية ، تقدم نحوي ومدني بجهاز إلكتروني و طلب مني التوقيع لاستلام ما بعث لي، وقعت و عندما رفعت رأسي فوجئت به يسلمني باقة ورد عملاقة. أحسست بشيء من الفرحة ممزوج بدهشة كبيرة و صار قلبي ينبض بشدة.
أخذت و حملته، كان يغطي نصف جسمي كاملا و صرت أبدو كباقة ورد عملاقة بقدمين. صعدت الدرج و دخلت غرفتي متلصصة و بحث بسرعة عن باعث الورود ... كانت كلماته رقيقة جميلة لكنها لم تفصح عن هويته ... كل ما تقول ان هنالك من يراقبني من بعيد في بلاد ظننت فيها انني غريبة عن كل الناس.
بعد أربع سنوات من الغربة لازلت لا أعرف من هو باعث الورود ... لم يشغل بالي يوما ... لكن وددت أن أعرف من أهداني باقة ورد أقل ما يقال عنها أنه أخرج من جيبه أكثر من أجر موظف في المغرب لتصلني في ذلك اليوم المشهود و كلفتني خسارة صديقتين كانتا تقتسمان معي نفس السكن و لم تتحملا أن أتوصل بورود و كلمات رنانة و انا التي لا تخرج و لا تبحث عن الرجال يمينا و يسارا و لا تهتم بنفسها و لا تقارن بهن من وجهة نظرهن.